شامية .. بقلم الشاعر: الطبيب محمد سعيد العتيق

شامية 

عَرَبِيَّةٌ سُورِيَّةٌ إِبْهَارُ
شَامٌ هِيَ الغَيْدَاءُ وَ الأَنْهَارُ
وَ كَرِيْمَةٌ أَعْرَاقُهَا وَ جُذُورُهَا
وَ الطُّهْرُ يَغْمُرُ قَلْبَهَا وَ الغَارُ
هِيَ حُرَّةٌ وَ أَبِيَّةٌ وطَمُوحَةٌ
كَاليَاسَمِينِ تُزِينُهَا الأَزْرَارُ
وَ مِنَ السَّمَاءِ يُطِلُّ ضَوءُ عُيُونِهَا
شَمْسُ الضِّيَاءِ تُحِيطُهَا الأَقْمَارُ
فَمِنَ النِّسَاءِ تَمَيُّزٌ وَ دَمَاثَةٌ
خَنْسَاءَهَا وَ خَلاقَهَا تَخْتَارُ
بَلْقِيسُ بِضْعٌ مِنْ صِفَاتِ بُنَيَّتِي
شَــامُ العُـلَا فِي شِـعْرِهَا وَ نِزارُ
قَدْ شُوِّهَ الثَوبُ العَفِيفُ وَ مُرِّغَتْ
رَايَاتُنَــا وَ تُرَاثُنَــا وَ الـــــــــدَّارُ
 
أُكْذُوبَةُ الزَّمَنِ القَمِيءِ مَعَ الخَنَا
وَ رَدَاءَةُ الأَخْلَاقِ وَ الإِعْصَارُ
عَمَّ البَلَاءُ نُفُوْسَنَا  وَازَّيَّنَتْ
شَهَوَاتُنَا وَ يُوسْوِسُ الأَشْرَارُ
بِيعَ الضَّمِيرُ بِدِرْهَمٍ يَا بَخْسَهَا
زَمَنُ النِّخَاسَةِ بَينَنَا أَمَّارُ
وَ الغَدْرُ أَصْبَحَ عَادَةً فِيمَا بَدَا
يَزْهُو وَ يَرقُصُ بَينَنَا الغَدَّارُ
أَمَّا النِّفَاقُ فَذَاكَ دَيدَنُ جُلِّنَا
وَ يُجَلِّلُ المُتَلَوِّنِـينَ العَــــارُ
يَتَشَاتَمُونَ وَ يَقذِفُونَ بِمُحْصَنٍ
وَ النَّارُ  فِي نُطْقِ اللِّسَانِ النَّارُ
حَسَدٌ وَ غِلٌّ وَ النَّمِيمَةُ بِدْعَةٌ
مَحْمُـودَةٌ طَبْعًا وَ لَا إِسْــرَارُ
وَ المُومِسُ الخَرْقَاءُ تُفْسِدُ جَهْرَةً
وَ عَلى الرَّذِيلَةِ فَحْلُهَا يَنْهَارُ
 
مَاذَا أُحَدِّثُ يَا سَلِيْلَةَ أحْرُفِي
عَمَّ البَلَاءُ وَ تَاهَتِ الأَدْوَارُ
وَ مَكَارِمُ الأَخْلَاقِ وَلَّتْ وَ انْتَهَتْ
وَهْمُ الحَضارَةِ ذِلَّةٌ وَ صَغَارُ
قَدْ أَغْرَقُونَا بِالتَّقَدُّمِ عُنْوَةً
( فَالنِّتُّ ) سَيْفٌ قَاطِعٌ بَتَّارُ
مَهْمَا وَصَفْتُ فَإِنَّ حَرْفِي قَاصِرٌ
لَكِنَّ دَمْعِيْ مِنْ جَوًى مِدْرَارُ
بَرَدَى تَمَسَّكَ بِالجُذُورِ أَصَالَةً
رَغْمَ الرَّدَىْ تَتَفَتَّقُ الأَزْهَارُ
وَ لَأنْتِ رَمْزٌ لِلتَّحَدِّيْ وَ الهُدَىْ
غَيْثُ الشَّبَابِ وَ شِعْرُكِ  الأَمْطَارُ
 
الشاعر: الطبيب محمد سعيد العتيق