في مرآةِ
زرقاءُ اليمامةِ العمياء
ليلٌ تهادى ماشياً كالأفعوانِ على مسافاتِ البصرْ
وخلاخلُ الأصداءِ لم تتركْ برائحةِ الكلامِ بصيرةً
وعباءة الآتي خريفُ المعْتصمْ
زرقاءُ قومي من عجاجِ الليلِ ثانية إلي
فاضتْ لنا لغةَ المقابر والنّدمْ
ذئبُ الوصيّةِ ينزوي في كهفه المسحورْ
وثمالةُ الموتِ المغرّدِ حولنا
كالنّاب يستلقي بخاصرةِ العزمْ
عجباً لشيءٍ يمتطي مشكاتنا
وعلى ضفافِ بلاغةِ الحدْسِ الغياهب تزدري
خيرَ العروبةِ بالضّمير المسْتترْ
فالنـّوْرُ كالطّفلِ الفقيرِ بلا معاطف تحتَ عاصفةِ الشّتاءْ
لا فرقدَ الرّؤيا يُحيّكُ من شظايا الطّيف أضْرحةً لنا
دوحُ التأمــّلِ سوفَ يبدو كالزّجاجِ يلمُّ أتْربةَ العجاجْ
هامانُ في بلدِ الحجازِ أمامَ معصية الإله نراهُ مثقوب الجيوبْ
كلُّ الملاهي للمقامر موطنٌ يسعى به
أولم يَرَواْ سيْفَ العروبةِ كيف يُهدى كالعنبْ؟
لمْ يحْترمْ ديناً وقرآناً وآياتُ الكتبْ
حذفَ الشّرائعَ والعروبةَ ثمَّ أفتى للشغبْ
بالقدْسِ والشّامِ التي لمّتْ مآذنها كنائسها السُّحبْ
فالعنفُ والخطفُ والأنّات فاضت للقطبْ
ظمأُ البدايةِ والنّهايةِ واحدٌ في ظلِ أعرابِ النّّدبْ
***
زرقاءُ قومي من عجاجِ الليلِ ثانية إلي
كالترجمانِ أمام أخْيلةِ الصّممْ
فالخمرُ يستولي على ملكِ العجائزِ والدّمى
رصف الطحالب والنوائبَ والشّجبْ
رسمَ المذابحَ والمصائبَ بعد فتوى كالعجبْ
متحمّسٌ كالمنجلِ المصقولِ يحصدُ سنبلةَ النّهى
معنى الخَصبْ
والقدسُ هنْدسةُ الزّمانِ بأهْلها..
كالثّوْبِ ممْزوجِ الحضارةِ والثقافةِ في عقولٍ لم تغبْ
مستوطناتٌ للأعادي ترتدي..
أرضي وأنهاري وآثارَ النُّجبْ
وعروبتي لم تحْتلمْ فجْراً تغنّى بالحربْ
***
زرقاءُ لمْ تبْصرْ شجيرات الغبارِ ورتلَ قافلة العدمْ
أترى بمقْلتها تنامُ فراشةُ الإحساسِ أوْ حدسُ الشّيمْ؟
وغدي هنا كالعنكبوت يمدُّ ألسنةَ الورمْ
وعروبتي زفّـتْ إلى قممِ الغنمْ
غلمانها كي ينتشي صهْيونُ في زيفِ الرّطبْ
فبأيِّ جامعةٍ ترانا نحْتمي؟
نزواتهم مسنونةُ الأطرافِ تعْكسُ حبّها للأجْنبي
فالرّقْصُ في فتنِ الأعاجمِ والسّلاجقة المنى
ثمراتها بالقدْسِ دامغةَ الصّخبْ
محنٌ تدورُ بلا محاورها على شرفاتِ غزّةَ أو حلبْ
ودمُ الطهارةِ والبراءةِ سالَ من أيدي سكاكين الجلبْ
***
زرقاءُ كالأعمى تعـانقُ معجمَ الأضغاثِ طاغيةَ الألمِ
تتأرجحُ الأضْدادُ كالورقِ المقوّى بالحممْ
كالواحةِ الحبْلى أمامي بغتةً
تأشيرةً لا ينْتهي محصولها
كالْموْتِ فوْقَ خريْطةِ الأجْسادِ تبْني قصْرهُا
كلُّ الزّخارفِ نخْبها
فنُّ التغـزّلِ لم يزلْ مكيالها
وعلى قناطرِ بابها.. أبدو أنـــا ..أثـــرٌ بلا مهج الأثـــرْ
فأنا حكاية بُرْعمٍ بالموت يبدو ساطعاً
و (براقشٌ ) حولي تدور في حسراتها
تعوي بقربي تلْعقُ الأنـــّاتِ نافلةً دماً..أو ربــّما
نعواتُ أيتامٍ يناموا في ضمائر حاضري
***
زرقاءْ..
عينٌ تلامسُ كالرّصاصةِ ما تجلّى قرْبها
فبأيِّ أشْرعةِ القبور تُرى سترثي جثّتي؟
والعصْرُ أنثى في مفاتنها السّقمْ
ولكلِّ مخصيٍّ بدا رحمُ العروبةِ مهْبلاً
قذفتْ به كلُّ الخيانة والقذارة والعقمْ
والنّعْجةُ الصّمّاءُ والبكماءُ كالسّمْسارِ في هزِّ الذّنبْ
أترى تلْمعُ شكْلها ؟
في مقلةِ (الناتو) بأفئدةِ الخيمْ
كي تغْتصبْ
هبلٌ على مرآتها
صنمٌ ترنّمَ فرحةً أفلاكها أفعى الخطبْ
هلْ شهْقةُ الشّهداء تحْملُ شحْنةً..
تطْوي منابرها كعاصفة اللهبْ
جسدي بدا ومضاتُ ضوءٍ من رفاتِ المذْبحِ
و مقالعُ النّيرانِ تخبزُ منْطقَ الأعمى على أحلامنا
والنّــاسُ تدْفــنُ هامةً
مثــلُ النّعامةِ في رمال المرْتجى
فحوى الدّعاءِ بدا بقايــا جثــــّةٍ
كتمتْ قذاها خلفَ فوضى أمّةٍ
قد صاغها التاريخُ كالتجّــارِ في بيع الذّممْ
وعمائمُ العلياءِ يغْمرها فمُ الغرباء في زبدِ المدى
لا بأسَ شاهدتي إذا..أسمي المكنّى غابَ في رئةِ الغبارْ
خيلُ الحديدِ المثْمراتِ الموتِ تسري كالصّدى
***
زرقاءُ تخفض صوتها
والصّوْتُ فاكهةُ الكلام المستترْ
والهمْهماتُ بمسْمعي تعويذةٌ في ظلّها
طيفُ الضّريحِ المنْدثرْ
الشاعر: أحمد عموري ــ فلسطين
في مرآةِ .. بقلم الشاعر: أحمد عموري
بواسطة
ضفاف البيلسان
فى
3/13/2016
تقدير:
5
ليست هناك تعليقات