الجديد

فخامة الوقت "1".. بقلم الشاعرة والإعلامية: عبير شرارة

 

فخامة الوقت " 1 "

 

 

 

 

 

 

 

فخامة الوقت, تحية وبعد...

أسأل الله جل جلاله ان يحفظ شبابك النٓاظرِ متجدداً وألِقا ، متمتعاً بموفور الصحه و دوام العافيه..

ثم أني بعد السلام، أتلفت حولي حتى لا يفسد احد في ودنا قضية انني اتحدث إليك بكل صراحة وانفتاح وقد انعتقت من كل ما يمكن ان يمنعني من ان أمارس حقيقتي أو ان يدفعني لكي أداري أو ان ألِف وأدور وأجامل..

لذلك ابدأ هذه الرساله بالاعتراف بأنني مثلي مثل كل الناس على مساحة الكرة الارضيه دون ( سؤال أو دستور ) وليس عن سابق اصرار وتصميم.. إنما كنتيجة لخطأ شائع ناتج عن الرغبة الجنسيه للزوجين ( كما قصد والدي ان يقول في قصيدته التي تحتل عنوان ديوانه: خطأ شائع )، وبعد ان ندخل بوابة الحياة ونحن لا نتوقف عن الصراخ ويجري قطع حبل السري وندخل في سبات نوم عميق استعدادا للتكيف مع الوقائع الجديدة خارج رحم الولاده..

 وما ان ننتهي من برهة النوم حتى تتناولنا الايدي التي تتفحصنا صاحباتها من رأسنا حتى اخمص قدمينا شكلاً ووزنا وبعدها يجري الصاق اسمٍ بِنَا وأعادتنا الى صدر الوالدة.

ثم إننا ننبدأ بالترعرع  والحبي على البلاط و المثاغاة و التأتأه و التعلم عَلى أنفسنا و"ماما ، بابا و أهل بيتنا"  والاشياء من حولنا المسموح بلسمها والممنوعة و التي تتسبب بالأذى ( آووا )، افعل كذا.. لا تفعل كذا.. ونضرب على رأس أصابعنا حتى لا نكرر افعالنا و ننام مخافة ( البعبع ) وان ( يخنقنا ) الله!!

نتعرف عليه سبحانه هكذا، نخاف منه، نرتجف، نمشي طفولتنا ذليلة في حضرته. لا يحدثنا أحد بأنه غفور رحيم، وعادل، وأنه على كل شيئ قدير, واحد أحد ( لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد)٠

لم نتعلم انه ( ليس للإنسان إلا ما سعى وان سعيه سوف ير)، بل تعلمنا الخوف من النار، من هدر الماء الشحيح، من الحب باعتباره حراماً، من عيون الجاره حتى لا تصيبنا بعين الحسد..  تربينا عند حدود المسموح    والممنوع, هكذا هي التقاليد.  

لا احد منا تعرف بالأساس على فخامة الوقت, تعلم على استخدامه، وعلى جمال احلام اليقظة أو النوم فيه، وعن كيف نكسب الوقت، كل ساعة، دقيقه، ثانيه.

لم نتعلم ان فخامتة _ أي الوقت _ يمضي ( دون توقف، دون نوم، دون عطل أسبوعيه أو سنويه أو على الأعياد الدينية، الوطنية ) لم نتعلم ان له قيمه واننا يجب ان نستفيد منه واننا.. وانه٠٠

 

فخامة الوقت

اعتذر منك، لأنني لم أتعرف عليك كما يجب, لم يسبق لي ان صافحتك. فربما وضعت يدي بيدك على غير انتباه, ربما أهلي واهلهم لم يدخلوا إلى صفوف مدرستك, يعيشون، يعملون، يتعبدون، يأكلون ويشربون و يذهبون إلى النوم وانتاج المزيد من الأولاد بحكم العادة..

اعتذر من أني اذهب كثيرا إلى النوم، اعتقد انني منهكة و احتاجه، وفي كل عام أكبر عاماً جديداً وانتبه متأخراً انه يسرقني العمر, و ان جل ما فعلته هو النوم ٠

إذاً ماذا افعل؟ بحثت عنك وبحثت فيك لم اجد بالكاد من تجرأ على الاقتراب منك.

لذلك صممت ان ادخل منزلك _ الوقت _ باحترام وان اخلغ حذائي حتى لا الوث المكان بما علق بي, وان ارفع ثوبي كي لا يتبلل كما فعلت الملكة بلقيس في قصر سليمان النبي.

يا سيدي أو يا سيدتي فخامة الوقت, اسأل هل أنت ذكر أم أنثى؟.
 من يدري؟, المجتمع الذكوري يزعم ان الوقت ذكر لانه ينسب كل شيئ له.. اعتقد بأنه يجب أحد أن يفكر بالأمر!

الآن أنا لا أريد ان أضيع الوقت في البحث عن جنسك ولا حتى عن جنس الملائكه، سأغامر بالدخول إلى عالمك عن سابق اصرار وترصد، عن سابق معرفه بأني اصرف الوقت.. العمر.. وانا افعل شيئا٠

في هذا الوقت أفكر يا سيدي.. سيدتي الوقت, كيف سأفعل في وقتي القادم؟..

أحب، انام، اتجمل, أكون أحلى, أشق طريقي لأكون.

أخيرا.. صممت يا سيدي الوقت النيل منك. ان افتح العيون عليك، ان أتعرف في حضرتك على النهار و الليل والحياة و..

صممت... ويتبع..

 

 

شاعرة وإعلامية: عبير شرارة

مقدم برنامج "خوابي الكلام" على شاشة تلفزبون لبنان

ليست هناك تعليقات