أربعون شتاءً مضوا على أرضٍ اتكأت على شجرةٍ مقطوعة ارتقى فيها الزيتون شهيدًا وغُمس الزعتر بالدم الكوفيةُ يملأها لؤلؤ غبارِ الفدائي وعرقهُ الفلاحُ يحملُ محراثَ وجنتيه وبرتقالةٌ والقدس على ظهره اللاجئ يشتمُ حفنةٌ من التراب استطاع أن يسرقها قبل أن تُسرق. الثلاثون من أذار قهوةٌ مُرة وقليلٌ من النخيل يفتح صوانَ عزاءٍ للوطن يقف الرضيع على المنابر صارخاً أين أمي و أين حنظلة الذي خرج كي يعيدها ولم يعد لقد بحثتُ بين المعراج والقيامة ليُمسك البراقُ بي طائراً بتجاه أمي الضائعة أربعةَ عشرَ الفٍ وستُ مائة يومٍ خمسُ جنود معلقون في سماء بندقياتهم أربعة عشر فصيلاً مهوسين بأحلامهم العابرة منقرضين عن تاريخ الذاكرة لم اجد قائدا يستوعب مرادفةُ وطن في حربنا الحاضرة .
محمد موسى
أربعون شتاءً مضوا .. بقلم: محمد موسى
بواسطة ضفاف البيلسان
فى
4/06/2016
تقدير: 5
ليست هناك تعليقات