هل كنتَ يوم التيهِ قارباً ؟ لم يكن البحر يعرفكَ ﻻ .. و لم تكن لصحبته نكهةُ اﻷمان . حتى الموج' تخلى عنكَ.. و ألبستكَ الرعودَ صحوتها ! هل كنتَ يوماً شمسَ نفسكَ ؟ تكسرُ اﻷشعةَ على مائكَ كلُ الصباحات الراقصة ! تغريكَ لتفتحَ عينيكَ مرةً أخرى .. في جثةٍ من ملح الشواطئ كانت لكَ .. أبحرت' دونَ انتظار .. نثرت' بذاركَ ملحاً لجفنات اليم .. أغمضت' عينيكَ و استسلمت' للأزرق .. و كم طال بكَ النكرانُ للعاصفة ! حتى طفت ألواحُ أمانيكَ ! هل كنتَ يوماً بﻻ صباح ؟ و الليلُ يؤآخيكَ مع نفسكَ ؟ و كانَ البللُ طعماً لروحكَ الجافة ! أيها الغريقُ منذ جلجامشَ و حتى القربان اﻷخير ليسَ سوى قدميكَ جذراً للمسافة ! تحملُ اﻷزلَ على كتفيكَ و تمضي في عرف غيابكَ.. كأنكَ الحاضرُ .. أبداً ! هل كنتَ يوم التيه قارباً من جسد ؟ و كانَ البحرُ عرسكَ الماجن ! أغمضَ الحبُ عينيكَ.. و تركَ في يديكَ عشبةً لم تستطع إنقاذك. !
وفاء الشوفي
عشبة الخلود .. بقلم: وفاء الشوفي
بواسطة ضفاف البيلسان
فى
4/06/2016
تقدير: 5
ليست هناك تعليقات