الجديد

لغة النور .. بقلم: منال يوسف



لغة النور..


 أحنُّ إليك
لذاك النهار
أحنُّ لساعاتِ الانتظار
وأولدُ بينَ عقاربِ الثواني
أولد في لظى المواعيد
لغةَ النور
كأنني طائرةٌ من الورق
وأنت الخيط
والعروة الوثقى
أحنّ إليك بلا مسوّغ
بلا مقدمات
أحبك على الطريقة التي
يعشقُ بها القدماء
أحبك
حنيناً يعربدُ في أخليةِ الغرباء
أحبك مسافةً فاصلة
بين خطَّي الموت والحياة
أحبك تواريخَ تجلس على
كرسيِّ الوجعِ المبجّل
أحنّ إليك
في كلِّ اللحظات-
  وفي كلِّ المساءات
وأنت قمرٌ
وأنجمٌ تسبحُ في أفلاكٍ لا تعرفني
أنت لغةُ النور
فلِمَ تأتيني الأشواق
كالقنابلِ تريدُ أن تفجَّرَني
أحنّ إليك
طفلاً مدللاً أسمه المساء-
 هجرتْه أمّهُ السماء
وعواصفَ تريد أن تفجّرَني
لكي أولدَ شتاءً
في عينَي رجلٍ مسافر
أحنّ إليك بلا مسوّغ
وأكرهُ لغةَ القصائد
أنتظرُ صلاةً ما
وحياةً أخرى لا أعرُف ما لونُها
ولكنني أعرفك
أعرفُ أمومةً ما-
  شاردةً خارجَ حدودِ الزمن
أعرفُ دموعَ الثكلى
فهي على وجنتي أغنيةٌ اسمُها
أحنّ إليك
بكلِّ جوارحي
كأنك اسمي الذي لا أعرف
كأنك وطني الذي لا أسكن
كأنك المناغاةُ الذي أعشق
والمقامُ المبجّلُ الذي أعبد
ولا أزور
أحنُّ إليك
وأسألُ كلَّ من يكرهُ لغةَ الزور
كيف يعيشُ جسدٌ بلا روح
كيف يعيشُ النهار
بلا لغةِ النور
أحنّ إليك.


منال محمد يوسف ـــ سورية

ليست هناك تعليقات