عيناهُ تحدقُ في الحرب يراقب سربَ الطيرِ المُهاجر فلا يجد من يودعه فحاول اصطيادَ الماضي بسنارةٍ من خيوطِ الشمس ليحنطَ الزمن ولكن سبقتهُ العنقاء و احرقت الذكريات . يلهثُ كل المجنون باحثاً عن ذاته ينحني أمامَ البحيرة فتتلاشى صورتهَ شيئاً فشيء يركضُ مسرعاً نحو منزلهِ يقفُ أمامَ مرآته منتظراً ليرى انعكاس صورته فلا يجد نفسه يدرك انه كان سراباً . تمشي بلا هدفٍ كأراقِ الخريف في الشوارعِ المظلمة بعدما تعثرَ الضوءُ في ظلها ليتشظى الضوءُ و تنثرهُ الرياحُ المشاغبةَ فوقَ سحابةٍ تنأى بالعزلة .. هناكَ في الأفق رغمً وهجِ الحرب الصقيعُ يملأ المكان الجنديَ يرتدي معطفَ البارود يحضنُ بندقيتهُ مع قليلٍ من النبيذ ليدفأ الفقراء يتنافسون على الشمس لأنتزاعها ووضعها على جدرانِ خيمهم مدينةٌ استعذبت أناتها ابتلعها برمودا لتسقطَ في حقبةِ الشوك مدينةٌ على وشكِ الموت يسري الخدرَ في أزقتها والثقوبُ تنيرُ جدرنها والقيامةُ تعلنُ قيامها ...
محمد موسى
هناك في الأفق .. بقلم: محمد موسى
بواسطة ضفاف البيلسان
فى
3/27/2016
تقدير: 5
ليست هناك تعليقات