الجديد

برسم الحياة .. بقلم: منى بيطاري



برسم الحياة..

 
وطني وجه امرأة طرز الصمت في العينين
و استراح عند حافة الذكرى
ينام صحوا على مخمل وردتين
استمهلنا غناء قصيدة
و بعد شجرة نزفت أرواح من تظلل بها
وجرح خبز على تنور جدة لم تمت بنوبة قلبية
و لم تمزقها شظايا ضائعة في جلودنا
إنما حملت سنواتها... ثمانين و سنتين
وعادت
أو ربما رجعت
لتقيم في رغيف الجائعين
تعجن لهم كل صباح مزقها
و أطياف سلام يستمطر غيم الياسمين
وطني أحمله على ظهري فجرا
وصلاة بكرا
ترتل العيون التي ما زالت صامتة
ترتل أبجدية السجود و الركوع
في حضرة سكب الدم مقدسا
في التراب الحزين
قال لي وطني
أخشى أنني أتدثر خيمة
و عواءا.. و ريحا..
وصوت رصاص سلك دربه في ذاكرتي
حصد قمحي و حرق غلالي
وعند حافة المكان
وعند زاوية الزمان
يهزمني وجع الميتين
وأقول لوطني
ما زال لدي بعض الألوان
وريشة عتيقة أغمسها في دمي
لتبدأ حلمها بالرقص فوق ذراك
ولا فرق إن رسمت شراعا..
أو شاطئا... أو منزلا...
من طابقين
يكفيني ان أجمع حقائب الراحلين و ألقمها حفرة المنفى
وأوقد فيها جمرتي
وأغلق فم قبر شره لاك لحمي
ولحمك...
وحلمي...
وحلمك...
ثم أعلن انني
وأنك..
برسم الحياة
ألف مرة و مرتين.

منى بيطاري

ليست هناك تعليقات