الجديد

ما قبل الفكر كفر بقلم: معتز صافي



ما قبل الكفر كفر 


لسنا في زمن الانبياء وما من نبي يرضى بما يحدث الان لكننا في زمن ترى كثير من البشر يتحدثون كما لو انهم انبياء او ملائكة هبطوا من السماء وهم بالطبع ليسوا كذلك على الاطلاق " يقولون ما لا يفعلون " ..
زمن كل من فيه شيخا ً او عادلا ً او رحميا ً بالقول اما بالفعل لا اجد احد كذلك والغريب ان الكثير منهم يتحدث انه على حق هكذا يدعون بينما نجد الباطل يمد جذوره كاشجار عمرها الف عام اوراقها مصفرة من كثرة الذنوب والادلة كثيرة على هذا فكيف كل من عليها على حق ويحدث كل يوم فينا ما هو ليس حق ...
احدهم يقول " انتحر اذن مات كافرا ً " واخر يرد " سبب انتحاره قلة ايمانه وبعده عن الدين " هناك ثالث ورابع وخامس ووو ....
لست مدافعا ً عن المنتحر ولا عن طريقه موته ولا احتاج على الاطلاق فتوى من احد ليأكد لي انه حرام وكفر لكني محتاج لمن يقول ما قبل الكفر كفر وان لا يكون جبانا ً بل شجاعا ً ويتحدث لمرة واحدة فقط عن الاسباب , فيكفي ان نتظاهر باننا على حق ونحن منه براء او جبناء امامه ولطالما ان الجميع يتحدث بالدين وعن الدين فلماذا لا نكمل الاشياء ولماذا نرى الجرم ولا نسأل عن ما اوصل الناس له ولماذا نتكلم بأسم الدين وفيه وحين نرى الامور واضحة نقسم اننا نجهلها وحين تداعب الحقيقة اذاننا ننكر انها مرت من هنا او على مسامعنا ...
ايها الانبياء الجدد وما انتم بانبياء ! اليس الدين الاخذ بالاسباب ؟ الم نتعلم في حصة التربية الاسلامية قول عمر رضى الله عنه لو ان الفقر رجلا ً لقتلته , الم نسمعهم دائما ً يرددون ان الجوع كافر , اليس ظلم البشر للبشر يؤدي للكفر وليس للانتحار فقط , الم نتعلم من قول وخوف عمر اذا دابة تعثرت في بلاد العراق سيسال عنها يوم القيامة لماذا لم يمهد لها الطريق ,الم ينثروا حبوب القمح فوق قمم الجبال حتى لا يقال جاع الطير في عهد عمر بن عبد العزيز , اليس العمل عبادة وان ما وجد مثلا ً ..؟ الم يعفي عمر ابن الخطاب عن السارقين وعاقب ولي امرهم لانه كان سبب جوعهم والسبب في سرقتهم ؟؟
حتى في الامثال الشعبية الشهيرة يقال ( ان عٌرف السبب بُطل العجب ) فلماذا تتعجبون من شباب كالورد يقطفون اعمارهم ولم تتعجبوا من السبب الذي جعلهم يفعلون ذلك حرقا ً و شنقا ً والسقوط من اعلى او حتى ذبحا ً بالسكين ... لماذا تتعجبوا من شباب ضاعت حياتهم هكذا هباءا ً منثورا ولم تتعجبوا من انهم عاشوا في البؤس والحرمان وقلة الحيلة وبلعتهم قسوة الانتظار وهم ينتظرون دون احلام لا يصح ان نسميها احلام لانها بسيطة جدا ً مثلهم مثل حلم ام عرضت احد ابنائها قبل ايام للبيع من اجل اطعام باقي اخوانه الم يكن حلمها فقط حياة كريمة ومستورة ؟ ...
ارواحا ً ثمينة تُهدر لانها لم تجد حقوقها لا في العمل ولا في السفر ولا في التعليم ولا في العلاج ولا في المأكل ولا في الملبس ولا بالحياة والعيش بكرامة هكذا يجب ان تقولوا لانكم تعلمون ذلك جيدا ً ولان ما قبل الكفر كفر اي ما قبل الانتحار حياة لم تكن حياة وليست فيها اي حياء من مسؤل هنا او هناك .
لربما اخطئوا المنتحرين في طريقتهم فلو ذهبوا للحدود مثلا ً وماتوا لقلنا عنهم شهداء لاننا لم نعلم نواياهم من قبل وما دمنا بالحالتين لا نعرف نواياهم فلنصمت او نقول كلمة حق في وجه سطان جائر واستغرب كيف نسمح لانفسنا بان نكون عقاب لهؤلاء حتى بعد موتهم وكاننا نعاقبهم على ذلك ونسينا الله ... دعوا الخلق للخالق ولكل من مات او عاش رب رحيم وغفور وبنفس الوقت شديد العقاب هو اولى بهم من مسؤلينا وقياداتنا المنتحرة اصلا ً منذ زمن بعيد ويلعبون كل يوم معنا لعبة شد الحبل في مباطحة حرة ( مصالحة ) مع شعب في كل جولة يتم ضربه وهزيمته ويعود للحلبة بصرخة نملة دون عضلات يتامل الفوز وفي كل مرة يسقط ارضا ً .......

الشاعر والكاتب: معتز زهير صافي - فلسطين

ليست هناك تعليقات